ونحن دائماً نسمع إضافة البيت إلى الله عز وجل، وحتى المساجد يقال لها: بيوت الله، وإذا قيل بيت الله على إطلاقه فينصرف إلى الكعبة، فالإضافة هنا: إضافة تشريف. وحتى يتحرر الأمر نقول: المساجد تضاف إلى الله تشريفاً وإلى غيره تعريفاً، بمعنى: أن إضافتها إلى الله تشريف لها، قال تعالى: فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ [النور: ٣٦] وعندما نضيفها إلى غير الله فهو من باب أن نميز بعضها عن بعض، فمثلاً فلان إمام وخطيب مسجد قباء، فكلمة (مسجد) أضيفت إلى (قباء) وهو اسم موضع؛ ليميز مسجد قباء عن مسجد غيره، وفي الحديث: أن النبي - ﷺ - سابق إلى مسجد بني زريق، وصلى المغرب في مسجد بني عبد الأشهل، وهو تمييز لهما عن غيرها. فالإضافة هنا إلى غير الله إضافة تعريف، وإلى الله تبارك وتعالى إضافة تشريف، لكنه لا يوجد لله بيت على إطلاقه إلا الكعبة، أما المساجد فيقال تجوزاً إنها بيوت الله. وليس لله بيت بمعنى أنه يجوز الطواف حوله إلا الكعبة. وهو يوافق أو يوازي البيت المعمور الذي أقسم الله به في قوله: وَالطُّورِ - وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ - فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ - وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ [الطور: ١-٤]. ويقول بعض أهل العلم: أنه لو قدر أن هذا البيت المعمور سقط لسقط على الكعبة، فالبيت المعمور مطاف أهل السماء، والكعبة مطاف أهل الأرض.
الربط بين العبادة والاستغفار