الشيخ: أما الكعبة فرجحنا أنها الملائكة، أما بيت المقدس فلا أعلم فيه نصاً صريحاً، ويمكن أن يقال: إنها الملائكة، لكني لا أجزم به، قد يكون آدم، أو أحد بنيه، ولا أعلم فيه نصاً مرفوعاً للنبي - ﷺ -، ولا أثراً عن أحد ممن ينقل عنه. أما الذي ينسب ذلك إلى سليمان عليه السلام فهو خطأ، فقد يكون المقصود أنه أعاد بناءه، لأن سليمان بعد إبراهيم بآلاف السنين؛ فسليمان جاء بعد موسى، وبين موسى ويوسف أعوام عديدة، ويوسف من ذرية إبراهيم.
بكة من أسماء مكة
الملقي: في قوله: (ببكة) هل هو من أسماء مكة؟
الشيخ: أحياناً يجيء في اللغة الإبدال، يقولون: (طين لازب) و (طين لازم) فالإبدال بين الميم والباء مشهور عند العرب، هذا تخريج. وقال بعضهم: إن هذا اسم من أسماء مكة، والمقصود أنها تدك الجبابرة وتقصمهم، لا يستطيع أحد أن يصل إلى البيت بسوء، وهذا قوي جداً، ولعله أرجح من الأول. واسم (مكة) قديم: (إن الله حرم مكة يوم خلق السماوات والأرض)، ولا يعرف لها اسم قديم قبل هذا الاسم، يعني: مثلاً المدينة عرفت بأنها: يثرب، سميت باسم أحد العمالقة على قول بعضهم، ثم جاء النبي - ﷺ - فسميت بالمدينة.
المراد بالبركة في قوله: (للذي ببكة مباركاً)
الملقي: أيضاً في قوله تبارك وتعالى: إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا [آل عمران: ٩٦] ما المراد بالبركة؟