المقدم: قبل الطواف إذا علمت به وأنت تتحدث عن هذا، أن قبائل الأنتيمور وغيرهم في أفريقيا رغم أنهم وثنيون يتجهون للقبلة في ذبحهم ولا يمدون أرجلهم إليها، ويجعلون فتحات أبوابهم إليها جهة الشمال بالنسبة لهم وهي مكة، ويعتقدون أن شخص محترماً اسمه بارا محمد - أي: المعظم محمد - هو الذي أخبرهم عن هذه الجهة، وأن فيها الإله. فهم لا زالوا على ديانتهم الوثنية، لكنهم يعظمون الكعبة ويوجهون موتاهم إلى جهة الكعبة، ولا يدخلون البيوت من جهتها، يعني يجعلون أبوابهم تجاهها حتى لا يكونوا قفا الكعبة. الشيخ: يعني هؤلاء يكونون أقرب للدين لو وصلوا إلى هذه المرحلة لتعظيم الكعبة. المقدم: عندهم كعبة كاملة يحجون إليها مرة في العام، ويلبسون الإحرام ويطوفون وينحرون، ويغتسلون كما يصنع الحجاج، ويأتيها آلاف الحجاج، وقد قمت بزيارتها، وعندهم نفس ما يفعله المسلمون لكنهم لا يدرون لماذا؟ هم يقولون بأن بارا محمد هو الذي أتى بهذه الأشياء المعظم.
الشيخ: هذا مناخ جيد للدعوة! وهذا معناه أن الدين قد وصلهم منه.. جزئية هي التي أثارت هذه الشعائر في أنفسهم. المقدم: لا شك أنهم عرب، وأنهم من أصول عربية، ولغتهم فيها شيء من هذا. الشيخ: ووقوفكم على هذه الأشياء بأنفسكم يدل على أن الدين بلغ مبلغاً عظيماً في القرون الماضية، مع أن تلك الحقبة كانت خالية من وسائل الإعلام السريع وما أشبه ذلك.
الربط بين بقاء الكعبة وبقاء الدين
المقدم: في قوله تعالى: قِيَامًا لِلنَّاسِ [المائدة: ٩٧] البعض يربط بين القيام والقوام، وأن بقاء الناس مربوط ببقاء الكعبة، فإذا زالت هذه الكعبة زال الجنس البشري، فيجعل من الفهم لقوله (قياماً) أنه يعني الاستمرار؟