ويقولون: إن شعبة بن الحجاج أمير المؤمنين في الحديث ذهب إلى عبد الله بن المبارك يطلبه هذين البيتين، والبيتان لابن شبرمة يخاطب فيهما رجلاً يقول له: المفروض أن تكون عالماً، أن تكون طوَّافاً، أن تكون زاهداً.. وكان هناك رجل معاصر لمحمد بن طارق اسمه كرز، وكرز هذا كان عابداً لكن لا أعلم عنه شيئاً، أما محمد بن طارق فقد كان مشهوراً بطوافه فقال ابن شبرمة لمن يخاطبه: لو شئت كنت ككرز في عبادته أو كابن طارق حول البيت في الحرم يعني يطوف بالبيت قد حال دون لذيذ العيش خوفهما فسارعا لطلاب الفوز والكرمِ والمقصود أن هذا أحد أفراد أمة محمد - ﷺ -، وأنه عرف فضل الطواف وجعل عمره منصبّاً في هذه العبادة العظيمة والشعيرة الجليلة التي خصّها الله جل وعلا بها أهل مكة دون سواهم؛ ولهذا ذكر العلماء أنه يشرع لمن جاور في مكة أن يكثر من الطواف وأنه لا سبيل له إلى الطواف إلا في مكة.


الصفحة التالية
Icon