الشيخ: هذا ظاهر في السورتين: سورة البقرة وسورة الحج، ففي سورة البقرة قال الله: وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ [البقرة: ١٩٣]. وقال قبله: الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ [البقرة: ١٩٤]، وقال قبله: يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ [البقرة: ٢١٧]. ثم ذكر آيات الحج.
وفي سورة الحج قال: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ [الحج: ٢٥]، ثم قال بعدها: وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ [الحج: ٢٦]، ثم قال: وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ [الحج: ٢٧]. ومر معنا أن النبي - ﷺ - قال في العشر: (ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه العشر، قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله... إلخ). فبعض العلماء يقول: إن المسألة يمكن تصورها بأن المسلم مطالب بالحفاظ على مقدساته، والبيت الحرام في المقام الأول، ثم إذا تم الحفاظ على البيت لا يكتفى به، بل يجب الحج إلى البيت، فيصبح البيت أمانة في أعناقنا بأن نحج إليه والبيت أمانة في أعناقنا بأن ندافع عنه ونحميه.
متى يحلق المحصر رأسه
المقدم: إذا حصل الإحصار فما العلاقة بين فدية الإحصار وبين قوله تعالى: وَلا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ [البقرة: ١٩٦]، وهل هذا لمن أحصر أم لغير من أحصر؟


الصفحة التالية
Icon