الجواب: قوله: فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ [البقرة: ٢٠٠] يقول جمهور العلماء: إنها محمولة على المبيت في منى أيام التشريق، وأما قوله: ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ [الحج: ٢٩] فالتفث أشبه بما يتعلق بالبدن من طول الأظافر والشوارب ونحو ذلك، وهم يقضون تفثهم إذا أحلوا من إحرامهم ويكون هذا في يوم النحر، فيقضون تفثهم ويحلقون رءوسهم ويقلمون أظافرهم ويطيبون. كما جاء في قوله: وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ [الحج: ٢٩] هو الهدي والقرابين التي جاءوا بها. وأما قول الله جل وعلا: فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ [البقرة: ٢٠٠] فإنه وإن أطلق إلا أن جمهور المفسرين يرون أن المراد به الخاص وهو المبيت في منى أيام التشريق؛ لأن أيام التشريق يشرع فيها ذكر الله لقوله - ﷺ - :(أيام منى أيام أكل وشرب وذكر لله عز وجل) وهنا يقول الله: فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا [البقرة: ٢٠٠] وكانت تلك المحافل في الجاهلية مواطن للتعظيم والمدح وإنشاد الأشعار.
فضل ذبح الأضاحي
المقدم: نرجو الكلام على قول الله: ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ [الحج: ٣٠].