والجواب: ليست القضية في لحم أو دم لكن لا بد أن يختلط هذا بنية قلبية يراد بها أنني أفعل هذا إجلالاً لله. والدليل أننا لو نفرض أن صالحاً أو فهداً لهم ذبائح ذبحوها قبل صلاة الفجر من يوم العيد وهي في ثلاجات، فأهلي وأهلك في غنى عن اللحم، ومع ذلك فالسنة العظيمة في حقنا - إن لم نقل: بوجوب الأضحية - أن نضحي؛ لأنه ليس المقصود منها أن أبنائي جائعون أريد أن أطعمهم، إنما المقصود إهراق الدم إجلالاً لله، ولهذا قال - ﷺ - :(من ذبح قبل الصلاة فهي شاة لحم). والله جل وعلا نهى عن التبذير والإسراف، ولو كانت القضية قضية إطعام لا حاجة لأن نقول لرجل ذبح قبل الصلاة بساعة واحدة: اذبح بعد الصلاة، لأن هذا تبذير. وأنت تلحظ أن النبي - ﷺ - كان هناك أمور لا يباشرها بنفسه فكان يجعل واحداً يصب عليه الوضوء وأمثال ذلك، لكننا نلحظه في يوم النحر يباشر ذبح أضحيته بنفسه.
ولهذا يذبح الإنسان أضحيته بنفسه، وإن كان لا يحسن الذبح يقف عليها، هذا أقرب إلى الله من شخص يحرر مستندات وأوراق ثم يبعث بها ويقول: هناك محتاجون، ونحن لا نقول: لا تعط المحتاجين لكن هؤلاء المحتاجون يعطون من الصدقات العامة، فعندك عام كامل يمكن أن تبعث إليهم في أي وقت، أما أن تخصه بيوم النحر فلا، بل يوم النحر تذبح أضحية يراها أبناؤك فيحيون وينشئون على ملة إبراهيم.
سلسلة آيات الحج في القرآن الكريم [١٠]
جاء في القرآن الكريم ذكر الله في أيام معدودات، وقد عظم الله هذه الأيام وشرع فيها عبادات هي من شعائر الله وأمر الله بتعظيمها.
الأيام المعدودات والأيام المعلومات والأشهر المعلومات