وهناك التكبير المطلق، وجملة ذكر الله، وتمجيده، وتعظيمه، وتسبيحه، وتهليله: (من قال سبحان الله وبحمده مائة مرة حين يصبح وحين يمسي لم يأت أحد بأفضل مما قال إلا رجل قال مثله أو زاد)، رواه مسلم في الصحيح.
الذي يعنينا أن ذكر الله جل وعلا في جملته منقبة عظيمة: (لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله)، فإذا كان جاء في الحديث :( وهل يكب الناس في وجوههم، أو قال: على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم!)، فكذلك من أعظم ما يدخلك الله به الجنة ذكر الله، وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [الأنفال : ٤٥]، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا - وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا [الأحزاب: ٤١-٤٢]، بل إن الشعائر كلها ما أقيمت إلا لذكر الله. وهذه الأيام المعدودة أيام التشريق قال عنها - ﷺ - :(أيام أكل وشرب وذكر لله)، فينتفي فيها الصيام لغير الحاج، وحتى للحاج إلا من لم يسق الهدي - أو تعبير أوضح: من لم يجد الهدي - فانتقل إلى الصيام فهذا يجوز له أن يصوم أيام التشريق.
والمسلم عبد أينما حل وارتحل، فأكله وطعامه وشرابه والإكثار منها في هذه الأيام دين، وعبادة، وملة، وقربة. فالله جل وعلا يحب أن يرى أثر النعم، يحب أن نتعبده بما شرعه لنا، وشرع الله جل وعلا أكمل الشرائع، فلا يتقدم إنسان بين يدي الله ورسوله. فمن كان عليه صيام شهرين متتابعين، فنفرض أنه صام من أول ذي القعدة ثم استمر في الصيام إلى ذي الحجة فلا يصوم يوم النحر ولا أيام التشريق، بل يقطعها، ثم يكمل ولا يعتبر قطعه هذا قطعاً للشهرين المتتابعين؛ لأن القطع هنا قطع شرعي بنص شرعي، ولا يجوز صوم يوم العيد اتفاقاً ولا صوم أيام التشريق عند جمهور العلماء.
تشريع الهدي والأضاحي لذكر الله