موضوع الشاهد قال الله: اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ [الزمر: ٢٣]، وقال: وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ [المائدة: ٨٣]، وقال: إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا [مريم: ٥٨]. فهؤلاء الفضلاء على خير عظيم في نياتهم ومقصدهم في مرادهم لكن من حقهم علينا أن نبين لهم أين الصواب.
أفضل الأضاحي وتعظيم الله فيها
خليل الله إبراهيم أمره الله أن يذبح ابنه فاستجاب للطلب، ثم جعلها الله جل وعلا سنة في الناس بعده إكراماً له، واتفق العلماء على أن الأضاحي لا تكون إلا في بهيمة الأنعام: الإبل، والبقر، والغنم ذكراً كان أو أنثى، فالله جل وعلا يقول: ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ [الأنعام: ١٤٣]، الكبش والنعجة، وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ [الأنعام: ١٤٣]، العنز والتيس، وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ [الأنعام: ١٤٤]، الثور والبقرة، وَمِنَ الإِبِلِ اثْنَيْنِ [الأنعام: ١٤٤]، الجمل والناقة. هذه هي بهيمة الأنعام لا تخرج عنها الأضحية بحال اتفاقاً. ثم اختلفوا في الأفضل، فمن نظر إلى حديث التبكير يوم الجمعة ذهب إلى أن الإبل أفضل ثم البقر ثم الغنم، لكن الاستدلال هنا استدلال من حديث منفك خارج عن الموضوع، والأولى الاستدلال بشيء في الموضوع نفسه، والنبي - ﷺ - لم يثبت عنه أنه ضحى في المدينة بغير كبش، وهذا قول المالكية قالوا: فعل النبي - ﷺ -، والأمر الثاني: أنه لو كانت التضحية بالإبل والبقر خيراً وأفضل من التضحية بالكبش لفدى الله به إسماعيل.