وقد حظ العلماء على تعلم الوقف والابتداء والعمل به، وبينوا عظيم فضيلته، وذلك مذكرو في مقدمات كثير من كتب الوقف والابتداء، وفي كثير من كتب فن التجويد ومضمن في كتب علوم القرآن، فمما قالوه قول ابن الأنباري رحمه الله تعالى :( من تمام معرفة القرآن ومعانيه، وغريبه معرفة الوقف والابتداء فيه، فينبغي للقارئ أن يعرف الوقف التام، والوقف الكافي الذي ليس بتام، والوقف القبيح الذي ليس بتام
ولا كاف ). اهـ (١)
وقول ابن النحاس :( قد صار في معرفة الوقف والائتناف التفريق بين المعاني، فينبغي لمن قرأ القرآن أن يتفهم ما يقرأه ويشغل فلبه به ويتفقد القطع والائتناف، ويحرص على أن يفهم المستمعين في الصلاة وغيرها، وأن يكون وقفه عند كلام مستغن أو شبيه وأن يكون ابتداؤه حسنا ) اهـ. ( (٢) ) وقول الإمام الداني :( معرفة ما يتم الوقف عليه وما يحسن وما يقبح من أجل أدوات القراء المحققين والأئمة المتصدرين وذلك مما تلزم معرفته الطالبين وسائر التالين إذ هو قطب التجويد وبه يوصل إلى نهاية التحقيق ) اهـ. (٣)
ولأنه يتوصل بهذا العلم لفهم القرآن جعل الأئمة تعلمه أمرا لابد منه لمن أراد معرفة معاني القرآن واستنباط الأدلة منه (٤)، وجعلوا ذلك مما يعين على الغوص على فرائد القرآن ودرره (٥).
(٢) القطع والائتناف ص ٩٧
(٣) شرح القصيدة الخاقانية للداني ٢ / ٩٦ رسالة ماجستير – تحـ – غازي بنيدر العمري إشراف – د – محمد ولد سيدي حبيب ١٤١٩هـ – بجامعة أم القرى.. وينظر ما سيأتي إن شاء الله تعالى ص ٩٦ مبحث أهمية علم الوقف والابتداء.
(٤) ينظر الاقتداء في الوقف لابن النكزاوي ١/١٩٨ والإتقان ١/١١٠
(٥) جمال القراء ص٥٥٣