قال ابن النحاس: ( سئل علي رضي الله عنه: عن قول الله تعالى: ( ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا ).. وقد رأينا الكافر يقتل المؤمن : فقال : اقرأ ما قبلها :
(فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) (النساء: من الآية١٤١). قال ابن النحاس : لما اتصل الكلام بما قبله تبين المعنى وعرف المشكل ) اهـ. (١) وهذه الآية من قوله تعالى :
(الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَإِنْ كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً). (النساء: ١٤١) وقول علي رضي الله عنه رواه الثوري في تفسيره (٢) وعبد الرزاق في تفسيره من طريقه (٣) وابن جرير (٤) والحاكم في المستدرك (٥) : جميعهم من طريق الثوري عن الأعمش عن ذر عن يُسَيع الكندي :( جاء رجل إلى ابن أبي طالب فقال كيف تقرأ هذه الآية :
( ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا ) وهم يقتلون ؟ فقال علي رضي الله عنه: اُدنُه ثم (قال ) ((فالله يحكم بينهم يوم القيامة) ) ) اهـ.
فهذه الآية لا يظهر معناه إلا بما قبلها وقد أجمع المفسرون على
هذا. (٦)
تنبيه : مصنفات المتقدمين في الوقف والابتداء ربما سميت بكتب ( التمام )، وبـ ( المقطوع والمفصول ).
تخريج حديث أم سلمة الذي استدل به على سنية الوقف على رؤس الآي
(٢) تفسير الثوري ص ٩٨
(٣) تفسير عبد الرزاق ١ / صـ ٤٨٠
(٤) تفسير ابن جرير ٩ / ٣٢٧
(٥) مستدرك الحاكم ٢ / ٣٠٩
(٦) تفسير القرطبي ٥ / ٤١٩ والبحر لأبي حيان ٣ / ٣٧٦ وتفسير ابن كثير ٢ / ٤٣٧