هذا الحديث يدور على التابعي الجليل عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة بحسب ما أشار إليه الترمذي رحمه الله تعالى، وبحسب ما اطلعت عليه من طرقه، وقد اختلف عليه فيه فرواه الليث بن سعد - وهو من الأئمة الأثبات(١) - عنه عن يعلى بن
مَمْلك (٢) عن أم سلمة، ورواه ابن جريج عنه عن أم سلمة رضي الله عنها عن النبي فلم يذكر يعلى بن مَمْلك، ووصله بذكر أم سلمة، واختلف عليه في إسناده، وألفاظه، وقد أعل الترمذي رواية ابن جريج برواية الليث بن سعد وقال :( إنها أصح ) كما تقدم. ويضاف إلى العلة التي ذكرها الإمام الترمذي علل منها : أن ابن جريج مدلس ولم يصرح بالسماع، وقد وصفه جماعة بالتدليس (٣) وممن وصفه بالتدليس الإمام أحمد رحمه الله تعالى وقال :( إذا قال ابن جريج (( قال )) فاحذره، وإذا قال :((سمعت )) أو (( سألت )) جاء بشيء ليس في النفس منه شئ ) (٤).
ومنها : أنه اختلف عليه في إسناد الحديث فرواه في أكثر الروايات كما ذكر الترمذي عن ابن أبي مليكة عن أم سلمة، بإسقاط الواسطة بين ابن أبي مليكة وأم سلمة فلم يذكر يعلى بن مَمْلك، ورواه مرة أخرى، فزاد فيه ذكر يعلى بن مَمْلك، ولفظ هذه الرواية عن ابن أبي مليكة أن يعلى بن مَمْلك أخبره :
(٢) مَمْلك على وزن جعفر : تقريب التهذيب ٢/٣٧٩. وسترد ترجمة يعلى قريبا.
(٣) عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج الأموي مولاهم المكي الفقيه أحد الأعلام ثقة جليل كان يدلس ويرسل: ( ت : ١٥١ هـ ) روى له الجماعة : تهذيب الكمال ١٥/٣٣٨-٣٥٢ وتاريخ بغداد ١٠/٤٠٠-٤٠٧ والجرح والتعديل ٥/ترجمة ١٦٨٧ و تقريب التهذيب - ١/٥٢٠ -.
(٤) تهذيب الكمال ١٥/٣٤٨