( لقد عشنا برهة من دهرنا، وإن أحدنا ليؤتى الإيمان قبل القرآن، وتنزل السورة على محمد ﷺ، فنتعلم حلالها، وحرامها، و ما ينبغي أن يوقف (١) عنده منها، كما تتعلمون أنتم اليوم القرآن، ولقد رأيت اليوم رجالا، يؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان، فيقرأ ما بين فاتحته إلى خاتمته ما يدري ما آمره ولا زاجره، ولا ما ينبغي أن يوقف عنده منه، وينثره نثر الدَّقَل (٢) ).
رواه الطبراني في الأوسط (٣) وابن النحاس (٤) والحاكم وقال : صحيح على شرط الشيخين ولا أعرف له علة، و وافقه الذهبي (٥)، والبيهقي (٦)

(١) في رواية الطبراني والبيهقي :( يقف ) : مجمع الزوائد ١ / ١٧٠ والسنن الكبرى ٣ / ١٢٠.
(٢) بفتح الدال المهملة بعدها قاف مفتوحة وهو رديء التمر ويابسه، و ما ليس له اسم خاص وقيل : هو أردأ التمر :( غريب الحديث لإبراهيم الحربي ٢ / ٨٨٩ والنهاية لابن الأثير ٢/١٧٢ )
(٣) مجمع البحرين في زوائد المعجمين للهيثمي ١ / رقم ٢٠٩ ومجمع الزوائد ١ / ١٧٠
(٤) القطع لابن النحاس ١/٨٧
(٥) المستدرك على الصحيحين ١/٣٥ وفي طبعة عبد السلام علوش برقم :( ١٠٨ ) ج ١/ ١٩٦
(٦) السنن الكبرى للبيهقي ٣/١٢٠ و ينظر : الإتقان للسيوطي١/ ١١٠.
قال الهيثمي بعد أن عزاه للطبراني في الأوسط :( رجاله رجال الصحيح ) اهـ : مجمع الزوائد :
١ / ١٧٠. قلت : وهو من طريق عبيد الله بن عمرو الرقي عن زيد بن أبي أنيسة الرقي عن القاسم بن عوف الشيباني البكري، و رجاله كلهم ثقات روى لهم الشيخان إلا القاسم بن عوف فقد روى له مسلم وابن ماجة وتُكُلِّم فيه فتركه شعبة. وقال أبوحاتم :( مضطرب الحديث ومحله عندي الصدق ). وقال ابن عدي هو ممن يكتب حديثه. وذكره ابن حبان في الثقات. وفي التقريب :(صدوق يُغرب ) :(( ( الجرح والتعديل ٧/(٦٥٩) و الثقات لابن حبان ٥/٣٠٥ وتهذيب الكمال ٢٣/٤٠٠ وتهذيب التهذيب ٨ / ٣٢٦ – ٣٢٨ ) )). وسنده يدور على عبيد الله بن عمرو وهو صحيح عنه. فقد رواه الطبراني و ابن النحاس من طريق عبد الله بن جعفر بن غيلان الرقي القرشي عنه وهو ثقة حافظ تغير بأَخَرَةٍ ولم يفحش اختلاطه وقد اختلط من سنة ٢١٨ هـ إلى وفاته سنة ٢٢٠هـ ووثقه يحيى بن معين وأبو حاتم :( التاريخ الكبير للبخاري ٥ / رقم ١٥٠ والجرح والتعديل ٥ / رقم ١٠٤ وثقات ابن حبان ٨ / ٣٥١ وتهذيب الكمال ١٤ / ٣٧٧ – ٣٧٨ وتهذيب التهذيب ٥ / ١٧٣ والميزان ٢ / رقم ٢٢٤٩ ). و في الكاشف :( ثقة حافظ ) : رقم : ٢٦٩١ وفي التقريب: ( ثقة لكنه تغير بأَخَرَةٍ فلم يفحش اختلاطه ) اهـ.
ورواه الحاكم من طريق هلال بن العلاء الرقي عن والده عن عبيد الله بن عمرو. وهي طريق ضعيفة، لضعف العلاء بن هلال الباهلي الرقي والد هلال بن العلاء، قال أبو حاتم منكر الحديث وضعفه غيره :( تهذيب التهذيب ٨ / ١٩٣ – ١٩٤ ).
و تابعهما عبيد بن هشام الحلبي عند البيهقي، ولا بأس به. قال: أبو حاتم وصالح جزرة في عبيد بن هشام الحلبي: ( صدوق ) وضعفه النسائي ( تهذيب التهذيب ٧ / ٧٦ – ٧٧ ). ثلاثتهم :(عبد الله بن جعفر بن غيلان الرقي والعلاء بن هلال الباهلي وعبيد بن هشام الحلبي ) رووه عن عبيد الله بن عمرو به فالأثر حسن لما في القاسم بن عوف من الكلام الذي تقدم وقد تفرد به. كما أن لبعض ألفاظه شواهد عن بعض الصحابة رضي الله عنهم.


الصفحة التالية
Icon