[٢] ومن المؤلَّفات المستقلة في هذا النَّوع: "تأويل مشكل القرآن" لأبي محمد عبد الله بن مسلم بن قُتَيْبَة الدّينوري (ت ٢٧٦ هـ)، وفي هذا الكتاب يشير ابن قتيبة إلى ما يحتاج إلى التوجيه باسم: مشكل القرآن أو متشابه القرآن. ويقول عن تعريف المتشابه: "وأصل التشابه أن يشبه اللفظ اللفظ في الظاهر والمعنيان مختلفان، ومنه يقال: اشتبه عليَّ الأمر، إذا أشبه غيره، فلم تكد تفرِّق بينهما، وشبّهت عليَّ إذا لبست الحق بالباطل.
وبيَّن سبب تعميم مصطلح المتشابه لكل ما احتاج إلى توجيه بقوله: "ثم يقال لكل ما غمض ودق: متشابه، وإن لم تقع الحيرة فيه من جهة الشبه وغيره"، ووضَّح أنَّ المشكل كالمتشابه في العموم، إذ المشكل سُمِّيَ مشكلاً؛ لأنَّه أشكل أي دخل في شكل غيره فأشبهه وشاكله، ثم يقال لما غمض ـ وإن لم يكن غموضه من هذه الجهة ـ: مشكل (١).
[٣] "مشكلات القرآن" لأبي محمد مكي بن أبي طالب القيسي
(ت ٤٣٧ هـ).
[٤] كتاب: "البرهان في مشكلات القرآن" لأبي المعالي عزيزي بن عبد الملك، المعروف بشيذلة (ت ٤٩٤ هـ).
[٥] وشرحه جمال الدين محمد بن محمد الآقسرائي الرومي الشافعي، من أحفاد فخر الدين الرَّازي (ت ٧٧١ هـ) (٢).
[٦] كما أشار محمود بن حمزة الكرماني (ت ٥٠٥ هـ) إلى شيء من ذلك في كتابه: "غرائب التَّفسير، وعجائب التأويل".
[٧] وقد أشار الدّهلوي في كتابه القيّم: "الفوز الكبير في أصول التَّفسير" إلى فن التوجيه في أكثر من موضع، وجعله من المهمات التي يجب على المفسِّر معرفتها.
[٨] ومن الكتب النَّافعة في هذا المجال: "يتيمة البيان في شيء من علوم القرآن" لمحمد يوسف البنوري، وهي في مشكلات القرآن.

(١) ابن قتيبة؛ أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري (ت ٢٧٦ هـ): تأويل مشكل القرآن، شرحه السيد أحمد صقر، المكتبة العلمية، ص ٧٤.
(٢) هداية العارفين، ص ٥٣٨.


الصفحة التالية
Icon