وقد روىَ عن حفص أنه قال : قلت لعاصم إن أبا بكر شعبة يخالفني في القراءة، فقال أقرأتك بما أقرأني به أبو عبد الرحمن السُلمي عن على رضي الله عنه، وأقرأت أبا بكر بما أقرأني به زربن حبيش عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
قال الإمام ابن مجاهد : بين حفص وأبي بكر من الخلاف في الحروف خمسمائة وعشرون حرفاً في المشهور عنهما وذكر حفص أنه لم يخالف عاصماً في شيء من قراءته إلا في قوله تعالى في سورة الروم ﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْف ﴾.. الآية، فقد قرأ حفص لفظي ضعف ولفظ ضعفاً في الآية بضم الضاد، وقرأ عاصم بالفتح. وروى عنه عرضاً وسماعاً أناس كثيرون، منهم حسين ابن محمد المروزي، وعمرو بن الصباح، وعبيد بن الصباح، والفضل بن يحيي الأنباري، وأبو شعيب القواس. قال محمد بن سعد العوي، عن أبيه : حدثنا حفص بن سليمان، لو رأيته لقرت عيناك فهماً وعلماً. واختلف أهل الحديث في تضعيفه وتوثيقه في رواية الحديث.
وتُوفى سنة ثمانين ومائة هجرية على الصحيح(١)وله تسعون سنة.
ترجمة الإمام الشاطبي صاحب الحِرز
هو القاسم بن فِيرُّه "بكسر الفاء، بعدها ياء مثناة تحتية ساكنة، ثم راء مشددة مضمومة، بعدها هاء ؛ ومعناه بلغة عجم الأندلس : الحديد " ابن خلف بن أحمد أبو القاسم، وأبو محمد الشاطبي الرعيني، الضرير، وليُّ الله الإمام العلاَّمة، أحد الأعلام الكبار المشتهرين في الأقطار.
ولد في آخر سنة ٥٣٨ هـ، بشاطبة، من الأندلس، وقرأ ببلده القراءات، وأتقنها على أبي عبد الله محمد بن أبي العاص النفزي.

(١) - كتاب النشر في القراءات العشر لابن الجزري ١/١٥٦، غاية النهاية ١/٢٥٤، الأعلام للزركشي ٢/٢٩١.


الصفحة التالية
Icon