من المعروف في العالم الإسلامي لكل مسلم عامة و من له صلة بعلم القراءات خاصة أن رواية الإمام حفص في قراءة القرآن من أوسع الروايات انتشاراً قراءة وتعلماً وبحثاً، بل وأصبحت هي الرواية الأساسية التي يبدأ بها أي قارئ للقرآن ثم بعدها يشرع في تعلم القراءات الأخرى. ولحفص طرق عديدة عن الإمام عاصم تصل إلى ٥٨ طريق(١)متصلة، وذلك من خلال كتاب النشر وكتاب بدائع البرهان والروض النضير وفتح القدير وكتاب تنقيح فتح الكريم. وتختلف هذه الطرق جميعاً في التكبير في نهاية سور الختم، وفي المد ومراتبه سواء كان منفصلاً أو متصلاً أو مد تعظيم، والسكت وعدمه في أل وشئ والساكن المفصول والسكتات الأربع، وفي غنة اللام والرا، وفي كلمة يبصط وبصطه والمصيطرون وبمصيطر ( بالسين أو بالصاد حسب الرواية )، وباب ءآلذكرين، والإدغام أو الإظهار في يلهث ذلك أو اركب معنا أو يس والقرآن الحكيم أو ن والقلم، وفي حكم تأمنا في سورة يوسف، وفي عين مريم والشورى، وفي فرق الشعراء، والوقف على آتان بالنمل، وفي ضاد ضعف وضعفاً بالروم، وكلمة سلاسلا حال الوقف عليها. وهذا كله يُتعلم من أفواه المشايخ المتقنين ولايجوز لأي قارئ أن يقرأ بأي رواية إلا إذا تعلم قوانينها وطريقها ومايلزم له حين القراءة بها وإلا يكون قد وقع في الإثم لخلطه وتلفيقه، فالتلفيق في الفقه جائز وغير جائز في القراءات.