قال :﴿ وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ ﴾ وهي كلمة على الحقيقة لا على الكناية والمجاز فالله سبحانه مع كل أحد ومع كل شئ في كل وقت وفي كل مكان مطلع على ما يعلم، بصير بالعباد وهي حقيقة هائلة حين يتمثلها القلب حقيقة مذهلة من جانب ومؤنسة من جانب، مذهلة يروعه الجلال ومؤنسة بظلال القربى، وهي كفيلة وحدها حين يحسها القلب البشري على حقيقتها أن ترفعه وتظهره وتدعه مشغولاً بها عن كل أعراض الأرض كما تدعه في حذر دائم وخشية دائمة مع الحياة والتخرج من كل دنس ومن إسعاف.
هكذا أورده المغراوي دون أَي تعليق. والذي يظهر أنه تجاوز في الألفاظ ولا يعني سيد إن الله مع البشر بذاته سبحانه وتعالى. لأن سيد بين أنه يوجد فرق بين الخالق والمخلوق وان الخالق ليس كمثله شي.
ولأن سياق كلام سيد قطب على أن الله مطلع على عباده ناظرٌ إليهم وقريب منهم فهو لم يقصد أن الله معهم بذاته.
رابعاً : النَفْس
أهل السنة والجماعة يثبتون النفْس ( بسكون الفاء ) لله تعالى، ونفسه هي ذاته عز وجل، وهي ثابتة بالكتاب والسنة. قال تعالى ﴿ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ﴾ وقال ﴿ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ﴾.
ومن السلف من يعد ( النفس ) صفة لله عز وجل، كالإمام ابن خزيمة في كتاب التوحيد، و عبد الغني المقدسي، و البغوي.