إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهدِ الله فلا مضلَ له، ومن يُضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله.
...
أمَّا بعد :
فإنَّه لا يُعرف كتابٌ كثُر فيه الكلام واختُلف فيه ككتاب " في ظلال القرآن " للأستاذ سيد قطب -رحمه الله- وقد كتب فيه من كتب وتكلم من تكلم بين قادح ومادح، ومتعصبٍ له أو عليه، والإنصاف عزيز.
وهذه دراسة متجردة - إن شاء الله - عن أي هوىً، الحقُّ رائدها سواء لسيدٍ أو عليه، وهدفها أن يعرف طلاب العلم ورواده ما على هذا الكتاب من خطأ أو صواب.
فجزى الله خيراً كلَّ من أعان على نشرها.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الفصل الأول :
مآخذ متعلقة بصفات الله عز وجل
أولاً : الاستواء.
أُخذ على سيد في صفة الاستواء ما قاله في آيات الاستواء في كل من سورة :( البقرة آيه ٢٩ )، ( الأعراف آيه ٥٤ )، ( يونس آيه ٣ )، ( الرعد آيه ٢ )، ( طه آيه ٥ )، ( الفرقان آيه ٥٩ )، ( السجدة آيه ٤ )، ( الحديد آيه ٤ ).
وقد فسر سيد قطب الاستواء بالاستعلاء والسيطرة وهذا خلاف منهج أهل السنة والجماعة.
أقوال سيد قطب رحمه الله في الاستواء :
أولاً : قال سيد في تفسير قوله تعالى ﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ ( البقرة آية ٢٩ ) :" ولا مجال للخوض في معنى الاستواء إلا بأنه رمز السيطرة، والقصد بإرادة الخلق والتكوين... الخ.