٢ - وقال في قوله تعالى :﴿ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ﴾ ( القصص آية ٨٨ ) : فكل شيء زائل، وكل شيء ذاهب المال، والجاه، والسلطان، والقوة، والحياة، والمتاع وهذه الأرض ومن عليها وتلك السماوات ومن فيها، وما فيها وهذا الكون كله ما نعلمه منه وما نجهله كله هالك فلا يبقى إلا وجه الله الباقي متفرداً بالبقاء.
٣ - وقال عند قوله تعالى :﴿ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ، وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾ ( الرحمن آية ٢٧ ) : وفي ظل هذا النص القرآني تخفت الأنفاس وتخشع الأصوات وتسكن الجوارح وظل الفناء يشمل كل حي، ويطوي كل حركة ويغمر آفاق السماوات والأرض، وجلال الوجه الكريم الباقي يظلل النفوس والجوارح والزمان والمكان ويغمر الوجود كله بالجلال والوقار.... ويعقب على هذه اللمسة العميقة الأثر بنفس التعقيب فيعد استقرار هذه الحقيقة الغناْ، لكل من عليها وبقاء الوجه الجليل الكريم وحده بعد استقرار هذه الحقيقة نعمة يواجه بها الجن والإنس.
٤ - وقال عند قوله تعالى :﴿ وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى، إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى ﴾ ( الليل آية ١٩ - ٢٠ ) : ثم ماذا ؟ ماذا ينتظر هذا الأتقى، الذي يؤتي ماله تطهراً، وابتغاء وجه ربه الأَعلى ؟ إن الجزاء الذي يطالع القرآن به الأرواح المؤمنة هنا عجيب. ومفاجئ. وعلى غير المألوف.