ثم قال الحافظ ابن كثير : ورواه أَبو محمد الخلال عن حماد بن سلمة فذكره وقال - أي الخلال - هذا إسناد صحيح لا علة فيه. ثم أَورد رواية داود بن المحبر وقال - ابن كثير - وهذا ليس بشيء لأن داود بن المحبر كذاب. ثم أورد رواية الحافظان الطبراني وابن مردويه عن ابن عمر مرفوعاً وقال ولا يصح أَيضاً، وقال رواه الترمذي وصححه الحاكم وقال على شرط مسلم. ثم أَورد الحافظ ابن كثير روايات أخرى عن السلف في التجلي ولم يصححها بل ضعف بعضها. والله اعلم.
بعد هذا النقل عن ابن كثير رحمه الله فأقول لعل سيد رحمه الله فهم من الحافظ ابن كثير أَنه يضعف الروايات ولا يصححها لذلك قال ما قال من أَنه ليس منها رواية عن المعصوم ﷺ والقرآن الكريم لم يقل عن ذلك شيئاً، وخاصةً كما ذكرنا سابقاً من أَن سيد كثير الرجوع في تفسيره إلى تفسير الحافظ ابن كثير.
ثانياً : سيد رحمه الله لم يتأول الصفة بل توقف عن الحديث عنها بالألفاظ لأنه لا يملك دليلاً على معناها.
ونستنتج مما سبق بأَن سيد قطب رحمه الله لا يتأول صفة التجلي إنما توقف عن تفسيرها بالألفاظ لأَنه لا يعلم معناها ولم يصح عنده حديث في ذلك فآثر عدم الخوض فيما لا يعلم. والله اعلم.
الفصل الثاني
تكفير المسلمين
نسب إلى سيد رحمه الله تهمة تكفير المسلمين أو المجتمعات الإسلامية من خلال الفهم الخاطئ لكتابات سيد رحمه الله في الظلال وغيرها من كتبه. وهذه التهمة ناتجة من اطلاقاته مثل :
- الناس في جاهلية، وهم عادوا إلى الجاهلية الأولى.
- عدم وجود المجتمع المسلم.
- المجتمعات تحب أَن تكون مسلمة وليست مسلمة.
- تسمية المساجد معابد الجاهلية.
وهناك مجموعتان تخرجان بنتائج خاطئة من قراءة كلام سيد حول هذا الموضوع :
المجموعة الأولى : مجموعة تكفر المسلمين وتزعم أنها متبنية لفكر سيد وأبرز أمثلتها " جماعة المسلمين " واشتهرت باسم " جماعة التكفير والهجرة ".