يقول الدكتور إبراهيم الكيلاني : إننا يجب أن نفهم كلام سيد قطب من خلال منهجه لا أن نفهمه من خلال كلمات مبعثرة هنا وهناك فسيد قطب رجل دعوة يسعى لإقامة حكم الله في الأرض وكان يرى كفرا بواحا منتشرا في المجتمعات الإسلامية كما قال رسول الله ﷺ (( إلا أن تروا كفرا بواحا )) فاستحلال الربا والخمر والزنا والقمار وتعطيل شريعة الله ماذا يسميها الفقيه المسلم ؟ أليس هذا كفرا بواحا ؟ بلى وباتفاق المسلمين هذه كفر بواح فعندما يقول إن المجتمع الذي يستحل حرمات الله مجتمع جاهلي كافر إنما يعني أن استباحة حرمات الله تبارك وتعالى ولم يقل أن اللذين في هذا المجتمع كفار.
وقد سألت عن هذه القضية الأستاذ محمد قطب فقال :" إن سيد لم يقل أن المسلم الفلاني كافر إلا أن يستحل حرمات الله كذلك المجتمع بصورة عامة عندما تستباح به المحرمات و يخرج عن دين الله فإذا كان سيد قد اجتهد ووصفه بهذا الوصف فله دليل من القرآن الكريم ".
أما عن القول بأن سيد يسمي المساجد معابد الجاهلية فهذا اتهام باطل ذلك أن كلام سيد في تفسير قوله تعالى ﴿ وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتاً وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ على النحو التالي يقول :" وهذه التجربة التي يعرضها الله على العصبة المؤمنة ليكون لها فيها أسوة ليست خاصة ببني إسرائيل فهي تجربة إيمانية خالصة وقد يجد المؤمنين أنفسهم ذات يوم مطاردين في المجتمع الجاهلي وقد عمت الفتنة وتجبر الطاغوت وفسد الناس وأنتنت البيئة وكذلك كان الحال على عهد فرعون "
بهذا القيد المؤمنين مطاردين في مجتمع جاهلي وقد عمت الفتنة وتجبر الطاغوت، هنا ذكر سيد اعتزال الجاهلية واعتزال معابد الجاهلية واتخاذ بيوت العصبة المسلمة مساجد.