لذلك قال الشيخ بكر بن عبدالله أبو زيد حفظه الله : لما رجعت إلى الصفحات المذكورة - يقصد بها صفحات القول المنسوب لسيد بخلق القرآن في كتاب أضواء إسلامية - لم أجد حرفاً واحداً يصرح فيه سيد رحمه الله تعالى بهذا اللفظ " القرآن مخلوق " كيف يكون هذا الاستسهال للرمي بهذه المكفرات إن نهاية ما رأيت له تمدد في الأسلوب كقوله :" ولكنهم لا يملكون أن يؤلفوا منها - أي الحروف المقطعة - مثل هذا الكتاب لأنه من صنع الله لا من صنع الناس " هي عبارة لا نشك في خطئها لكن هل نحكم من خلالها أن سيد يقول بهذه المقولة الكفرية : خلق القرآن. اللهم لا أستطيع تحمل عهدة ذلك. أ. هـ.
ومن هنا يمكن أن نقول بأن سيد لا يقول بخلق القرآن لأن الذين يقولون بخلق القرآن ينفون عن الله صفة الكلام، وسيد رحمه الله يثبت أن الله تعالى يتكلم، فهو لا ينفي عنه سبحانه صفة الكلام كما سبق بيانه. والله أعلم.
ثانياً : وحدة الوجود
أُتهم سيد بأنه من القائلين بقول الملاحدة أهل وحدة الوجود والحلول وذلك في موضعين من الظلال في سورة الحديد والإخلاص، واليك قول سيد رحمه الله في هذين الموضعين :
الموضع الأول : قال سيد في تفسير قوله تعالى ﴿ ؟ هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾
( الحديد آية ٣ ) :" وما يكاد يفيق من تصور هذه الحقيقة الضخمة التي تملأ الكيان البشري وتفيض حتى تطالعه حقيقة أُخرى لعلها أضخم وأقوى حقيقة أن لا كينونة لشيء في هذا الوجود على الحقيقة. فالكينونة الواحدة الحقيقية هي لله وحده سبحانه ومن ثم فهي محيطه بكل شئ عليمة بكل شئ. ﴿ ؟ هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾. ؟


الصفحة التالية
Icon