قوله عز وجل: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (٢١) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاء بِنَاء وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ (٢٢) ﴾.
يقول تعالى: يا أيها الناس وحدوا ربكم الذي خلقكم، وخلق الذين من قبلكم، لعلكم تتقون: لكي تنجوا من العذاب.
وقال بعض المفسرين: لعلكم تتقون: حال من الضمير في اعبدوا؛ كأنه قال: اعبدوا ربكم راجين أن تدخلوا في سلك المتقين الفائزين بالهدى والفلاح، المسترجين لجوار الله تعالى، ولعل في الأصل للترجي، وهي في كلام الله تعالى للتحقيق، وقيل: لعل هنا للأطماع كقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ﴾.
وقال ابن جرير: معنى ذلك: اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم؛ لتتقوه بطاعته، وتوحيده، وإفراده بالربوبية والعبادة. وقال ابن عباس: كل ما ورد في القرآن من العبادة فمعناها التوحيد.
وقوله تعالى: ﴿الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاء بِنَاء وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ (٢٢) ﴾.


الصفحة التالية
Icon