وقوله تعالى: ﴿وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾، أي: دائمون لا يموتون فيها ولا يخرجون منها: وعن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله - ﷺ -: «ألا هل من مشمر للجنة؟ وأن الجنة لا خطر لها، وهي ورب الكعبة نور يتلألأ، وريحانه تهتز، وقصر مشيد، ونهر مطرد، وثمرة نضيجة، وزوجة حسناء جميلة، وحلل كثيرة، ومقام أبد في دار سليمة، وفاكهة وخضرة، وحبرة ونعمة في محلة عالية بهية». قالوا: نعم يا رسول الله نحن المشمرون لها. قال: «قولوا إن شاء الله». قال القوم: إن شاء الله.
قوله عز وجل: ﴿إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلا الْفَاسِقِينَ (٢٦) الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (٢٧) ﴾.
قال قتادة: إن الله لا يستحي من الحق أن يذكر شيئًا ما قل أو كثر، وإن الله