قوله عز وجل: ﴿وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (٣١) قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (٣٢) قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ (٣٣) ﴾.
قال ابن عباس: ﴿وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا﴾، قال: علمه أسماء ولده إنسانًا، إنسانًا، والدواب، فقيل: هذا الحمار، هذا الجمل، هذا الفرس.
وقال أيضًا: هي هذه الأسماء التي يتعارف الناس بها: إنسان، ودواب، وسماء، وأرض، وسهل، وبحر، وخيل، وحمار، وأشباه ذلك من الأمم، وغيرها. وقوله تعالى: ﴿ثُمَّ عَرَضَهُمْ﴾، أي: المسميات، ﴿عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي﴾ أخبروني، ﴿بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾ أني لا أخلق خلقًا إلا وكنتم أفضل وأعلم منه، ﴿قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ﴾ بخلقك، ﴿الْحَكِيمُ﴾ في أمرك، ﴿قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ﴾ فسمى آدم كل شيء، ﴿فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ﴾، قال الله تعالى: ﴿أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ﴾ الظاهر والخفي ما كان وما يكون كما قال تعالى: ﴿وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى﴾.
﴿وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ﴾. قال ابن عباس: مرَّ إبليس على جسد آدم وهو ملقى بين مكة والطائف لا روح فيه، فقال: لأمر
ما خلق هذا! ثم دخل في فيه وخرج من دبره، وقال: إنه خلق لا يتماسك؛ لأنه أجوف. ثم قال للملائكة الذين معه: أرأيتم إن فضِّل هذا عليكم، وأمرتم بطاعته، ماذا تصنعون؟ قالوا: نطيع أمر ربنا. فقال إبليس في نفسه: والله لئن سلطت عليه