قوله عز وجل: ﴿يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُواْ بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (٤٠) وَآمِنُواْ بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَكُمْ وَلاَ تَكُونُواْ أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (٤١) وَلاَ تَلْبِسُواْ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُواْ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ (٤٢) وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ (٤٣) ﴾.
يقول تعالى آمرًا بني إسرائيل بالدخول في الإِسلام ومتابعة محمد - ﷺ -: يا بني إسرائيل، يا أولاد يعقوب، اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم على أجدادكم وأسلافكم، وقال الحسن: ذكر النعمة شكرها، وقال قتادة: هي النعم التي خصت بها بنو إسرائيل: فلق البحر، وإنجاؤهم من فرعون بإغراقه، وتظليل الغمام عليهم في التيه، وإنزال المن والسلوى، وإنزال التوراة في نعم كثيرة لا تحصى ﴿وَأَوْفُواْ بِعَهْدِي﴾ بامتثال أمري ﴿أُوفِ بِعَهْدِكُمْ﴾ بالقبول والثواب، وقال أبو العالية: ﴿وَأَوْفُواْ بِعَهْدِي﴾ قال: عهده إلى عباده دين الإِسلام، وأن يتبعوه، وقال الضحاك، عن ابن عباس: ﴿أُوفِ بِعَهْدِكُمْ﴾ قال: أرضَى عنكم، وأدخلكم الجنة.
وقوله تعالى: ﴿وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ﴾ أي: خافون، قال ابن عباس: في قوله تعالى: ﴿وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ﴾، أي: أن أنزل بكم ما أنزلت بمن كان قبلكم من آبائكم