ممن كانوا يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم،
وهم يتلون الكتاب، أفلا يعقلون» ؟. رواه أحمد وغيره، وعن أسامة ابن زيد رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله - ﷺ - يقول: «يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار، فتندلق أقتابه فيدور بها في النار كما يدور الحمار برحاه، فيجتمع أهل النار عليه، فيقولون: أي: فلان ما شأنك؟ أليس كنت تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر؟ قال: كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه، وأنهاكم عن المنكر وآتيه». رواه البخاري، ومسلم، وغيرهما.
وقوله تعالى: ﴿وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلا عَلَى الْخَاشِعِينَ﴾، يقول تعالى: واستعينوا على أمور دينكم ودنياكم بالصبر والصلاة. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: الصبر صبران: صبر عند المصيبة حسن، وأحسن منه الصبر عن محارم الله.
وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: (كان رسول الله - ﷺ - إذا حزبه أمر صلى). رواه أبو داود. وعن ابن عباس رضي الله عنهما، أنه نُعي إليه أخوه قثم وهو في سفر، فاسترجع، ثم تنحى عن الطريق، فأناخ فصلى ركعتين أطال فيهما السجود، ثم قام يمشي إلى راحلته وهو يقول: ﴿وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلا عَلَى الْخَاشِعِينَ﴾، وقال ابن جريج: ﴿وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ﴾، قال: إنهما معينتان على رحمة الله. وقوله تعالى: ﴿وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ﴾، أي: ثقيلة، ﴿إِلا عَلَى الْخَاشِعِينَ﴾، أي: المتواضعين، قال مجاهد: المؤمنين حقاً.


الصفحة التالية
Icon