ينفع فيه أحدٌ أحداً، كما قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْماً لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئاً إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ
الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ﴾، وقال تعالى: ﴿وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ... وِزْرَ أُخْرَى وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى﴾.
وقوله تعالى: ﴿وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ﴾، يعني: من الكافرين، فلا يقبل من كافر شفاعة، ولا تقبل فيه شفاعة، قال تعالى: ﴿فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ﴾. وقوله تعالى: ﴿وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ﴾، أي: فداء، كما قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ أَنَّ لَهُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُواْ بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾. وقوله تعالى: ﴿وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ﴾، أي: لا ناصر لهم ولا مانع يمنعهم من عذاب الله.
قوله عز وجل: ﴿وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ (٤٩) ﴾.
يقول تعالى: واذكروا يا بني إسرائيل نعمتي عليكم إذ نجيناكم، أي: أسلافكم وأجدادكم، لأنهم نجوا بنجاتهم من آل فرعون أتباعه وأهل دينه. ﴿يَسُومُونَكُمْ﴾ يكلفونكم ويذيقونكم ﴿سُوَءَ الْعَذَابِ﴾ أشد العذاب وأسوأه، ﴿يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ﴾. قال ابن إسحاق: كان فرعون يعذب بني إسرائيل فيجعلهم خدماً وخولاً، وصنفهم في أعماله: فصنف يبنون وصنف يزرعون له فهم في أعماله، ومن لم يكن منهم في صنعة من عمله فعليه الجزية