﴿قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ﴾ أن تعبدوا العجل من دون الله، ﴿إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ﴾ بزعمكم، وقد فعلتم هذه الأفاعيل القبيحة، من نقضكم المواثيق، وكفركم بآيات الله، وقتلكم الأنبياء، وعبادتكم العجل. وفي الحديث عن النبي - ﷺ -: «حبك الشيء يعمي ويصمّ». رواه أحمد.
قوله عز وجل: ﴿قُلْ إِن كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الآَخِرَةُ عِندَ اللهِ خَالِصَةً مِّن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُاْ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (٩٤) وَلَن يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمينَ (٩٥) وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ وَاللهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (٩٦) ﴾.
يقول تعالى: ﴿قُلْ﴾ يا محمد لهؤلاء اليهود: ﴿إِن كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الآَخِرَةُ﴾ يعني: الجنة، ﴿عِندَ اللهِ خَالِصَةً﴾، أي: خاصة... ﴿مِّن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُاْ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾ في قولكم. قال ابن عباس: لو تمنوا الموت لغص كل إنسان منهم بريقه ﴿وَلَن يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً
بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ﴾، أي: من الأعمال السيئة. ﴿وَاللهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمينَ﴾ وهذا كما دعا رسول الله - ﷺ - وفد نجران من النصارى إلى المباهلة، فقال علماؤهم:
والله لئن باهلتم هذا النبي لا يبقى منكم | عين تطرف، فعند ذلك جنحوا للسلم، وبذلوا الجزية عن يد وهم صاغرون. |