وقوله تعالى: ﴿وَاللهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ﴾، أي: ممن علم فيهم خيرًا. ﴿وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾.
قوله عز وجل: ﴿مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١٠٦) أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ (١٠٧) أَمْ تُرِيدُونَ أَن تَسْأَلُواْ رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِن قَبْلُ وَمَن يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ (١٠٨) ﴾.
قال ابن عباس: ﴿مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ﴾، ما نبدل من آية. وقال قتادة: كان الله عز وجل يُنْسي نبيه - ﷺ - ما يشاء، وينسخ ما يشاء.
وقوله تعالى: ﴿نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا﴾ قال ابن عباس: يقول: خير لكم في المنفعة وأرفق بكم، وقال قتادة: آية فيها تخفيف، فيها رخصة، فيها أمر، فيها نهي.
وقوله تعالى: ﴿أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾، أي: من النسخ وغيره، لا معقّب لحكمه ولا رادّ لقضائه. قال البغوي:... (والنسخ على وجوه: أحدها: أن يثبت الخط وينسخ الحكم، مثل آية الوصية للأقارب، وآية عدة الوفاة بالحول، وآية التخفيف في القتل، وآية الممتحنة، ونحوها.
ومنها: أن يرفع أصلاً عن المصحف وعن القلوب، ثم من نسخ الحكم ما يرفع ويقام غيره مقامه، كما أن القبلة نسخت من بيت المقدس إلى الكعبة، والوصية للأقارب نسخت بالميراث.