إلى ما رضي به من صوم شهر رمضان، وخصكم به دون سائر أهل الملل. قال ابن عباس: هو تكبيرات ليلة الفطر ﴿وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ الله على نعمه.
قوله عز وجل: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (١٨٦) ﴾.
قال البغوي: روى الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: قالت يهود أهل المدينة: يا محمد كيف يسمع ربنا دعاءنا؟ وأنت تزعم أن بيننا وبين السماء مسيرة خمسمائة عام؟ وأن غلظ كل سماء مثل ذلك؟ فنزلت هذه الآية. وقال الضحاك: سأل بعض الصحابة النبي - ﷺ - فقالوا: أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فنناديه؟ فأنزل الله تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ﴾. وفيه إضمار، كأنه قال: فقلت لهم: ﴿إِنِّي قَرِيبٌ﴾ منهم بالعلم لا يخفى عليّ شيء، كما قال تعالى: ﴿وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ﴾. ثم ساق سنده عن أبي موسى الأشعري قال: (لما غزا رسول الله - ﷺ - خيبرًا وتوجه رسول الله - ﷺ - إلى خيبر، أشرف الناس على واد فرفعوا أصواتهم بالتكبير: الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله.
فقال رسول الله - ﷺ -: «أربعوا على أنفسكم، إنكم لا تدعون أصم ولا غائبًا، إنكم تدعون سميعًا قريبًا، وهو معكم».
وقوله تعالى: ﴿أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ﴾، روى الإمام أحمد عن أبي سعيد رضي الله عنه: أن النبي - ﷺ - قال: «ما من مسلم يدعو الله عزّ وجل بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم، إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث خصال: إما أن يعجّل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الأخرى، وإما أن يصرف عنه من السوء


الصفحة التالية
Icon