﴿فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ﴾، ومن أدركه الليل بمنى من اليوم الثاني من قبل أن ينفر، فلا نفر له حتى تزول الشمس من الغد، ﴿وَمَن تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ﴾، يقول: ومن تأخر إلى اليوم الثالث من أيام التشريق ﴿فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ﴾. قال ابن مسعود: ﴿فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ﴾، أي: غفر له. ﴿وَمَن تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ﴾ قال: غفر له. وقال أبو العالية: ﴿فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ﴾، قال: ذهب إثمه كله إن اتقى فيما بقي. وقال قتادة: ذكر لنا أن ابن مسعود كان يقول: من اتقى في حجه غفر له ما تقدم من ذنبه، أو ما سلف من ذنوبه.
وقوله تعالى: ﴿وَاتَّقُواْ اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾، أي: اتقوا الله بفعل ما أمركم به وترك ما نهاكم عنه، ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾ فيجزيكم بأعمالكم. والله أعلم.
* * *