قال: لبثت يومًا ثم التفت، فرأى بقية من
الشمس، فقال: أو بعض يوم. فقال: بل لبثت مائة عام. وقال الضحاك في قوله: ﴿فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ﴾ يقول: لم يتغير. وقد أتى عليه مائة عام.
وقوله تعالى: ﴿وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا﴾. قال البغوي: أي: نرفعها من الأرض، ونردها إلى مكانها ونركب بعضها على بعض. وقال السدي وغيره: تفرقت عظام حماره حوله يمينًا وشمالاً فنظر إليها وهي تلوح من بياضها، فبعث الله ريحًا فجمعتهما من كل موضع من تلك المحلة، ثم ركب كل عظم في موضعه حتى صار حمارًا قائمًا من عظام لا لحم عليها، ثم كساها الله لحمًا وعصبًا وعروقًا وجلدًا، وبعث الله ملكًا فنفخ في منخاري الحمار، فنهق بإذن الله عز وجل. وذلك كله بمرأى من العزير، فعند ذلك لما تبين له هذا كله قال: أعلم أن الله على كل شيء قدير. وقال الضحاك وغيره: إنه عاد إلى قريته شابًا وأولاده، وأولاد أولاده شيوخ وعجائز، وهو أسود الرأس واللحية.
قوله عز وجل: ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (٢٦٠) ﴾.
قال محمد بن إسحاق: لما جرى بين إبراهيم وبين قومه ما جرى مما قصه الله في سورة الأنبياء، قال نمرود فيهما يذكرون لإبراهيم: أرأيت إلهك هذا الذي تعبد وتدعو إلى عبادته، وتذكر من قدرته التي تعظمه بها
على غير ما هو؟ قال له إبراهيم: ربي الذي يحيي ويميت. قال نمرود: أنا أحيي وأميت. فقال له