قوله عز وجل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَلاَ تَيَمَّمُواْ الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلا أَن تُغْمِضُواْ فِيهِ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (٢٦٧) ﴾.
قال ابن عباس: ﴿أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ﴾ يقول: تصدقوا. وقال مجاهد في قوله: ﴿أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ﴾ قال: من التجارة. وقال ابن عباس: يقول: من أطيب أموالكم وأنفسه. وعن عبيدة قال: سألت عليًا عن قول الله عز وجل: ﴿وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الأَرْضِ﴾ قال: يعني: من الحب والثمر، وكل شيء عليه زكاة. وعن البراء بن عازب في قول الله عز وجل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الأَرْضِ﴾ إلى قوله: ﴿أَنَّ اللهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ﴾ قال: نزلت في الأنصار، كانت الأنصار إذا كان أيام جذاذ النخل أخرجت من حيطانها أقناء البسر، فعلقوه على حبل بين الأسطوانتين في مسجد رسول الله - ﷺ -، فيأكل فقراء المهاجرين منه، فيعمد الرجل منهم إلى الحشف فيدخله مع أقناء البسر يظن أن ذلك جائز، فأنزل الله عز وجل فيمن فعل ذلك: ﴿وَلاَ تَيَمَّمُواْ الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ﴾. رواه ابن جرير.
قال قتادة: ﴿وَلاَ تَيَمَّمُواْ﴾، لا تعمدوا. وعن البراء: ﴿وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلا أَن تُغْمِضُواْ فِيهِ﴾ يقول: لو كان لرجل على رجل فأعطاه ذلك لم يأخذه، إلا أنه يرى أنه قد نقصه من حقه. وعن ابن سيرين قال: سألت عبيدة عن هذه الآية {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَلاَ تَيَمَّمُواْ


الصفحة التالية
Icon