ترده التمرة والتمرتان، واللقمة واللقمتان، ولكن المسكين الذي لا يجد غنى يغنيه، ولا يفطن له فيتصدق عليه، ولا يقوم فيسأل الناس». وللبخاري: «إنما المسكين الذي يتعفف». وعن أبي سعيد الخدري قال: سرحتني أمي إلى رسول الله - ﷺ - أسأله، فأتيته فقعدت قال: فاستقبلني فقال: «من استغنى أغناه الله، ومن استعف أعفه الله، ومن استكف كفاه الله، ومن سأل وله قيمة أوقية فقد ألحف». قال فقلت: ناقتي الياقوتة خير من أوقية، فرجعت فلم أسأله. رواه أحمد وغيره، وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله - ﷺ -: «من سأل الناس أموالهم تكثرًا فإنما يسأل جمرًا، فليستقل أو ليستكثر». رواه مسلم.
قوله عز وجل: ﴿الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (٢٧٤) ﴾.
قال قتادة: هؤلاء أهل الجنة، ذكر لنا أن نبي الله - ﷺ - كان يقول: «المكثرون هم الأقلون». قالوا: يا نبي الله إلا من؟ - حتى خشوا أن تكون قد مضت فليس لها رد - حتى قال: «إلا من قال بالمال هكذا
وهكذا عن يمينه وعن شماله، وهكذا بين يديه، وهكذا خلفه، وقليل ماهم، هؤلاء قوم أنفقوا في سبيل الله التي افترض، وارتضى في غير سرف ولا إملاق، ولا تبذير ولا فساد»
. وبالله التوفيق.
* * *


الصفحة التالية
Icon