قوله عز وجل: ﴿الم (١) اللهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (٢) نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ (٣) مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِ اللهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ (٤) إِنَّ اللهَ لاَ يَخْفَىَ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء (٥) هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لاَ إِلَهَ إِلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٦) ﴾.
قال ابن إسحاق: قَدم على رسول الله - ﷺ - وفد نَجْران، ستون راكبًا، فيهم أربعة عَشرَ رجلاً من أشرافهم، في الأربعة عشر ثلاثة نفر إليهم يؤول أمرهم: العاقب أمير القوم، وذو رأيهم وصاحب مشورتهم، والذي لا يصدرون إلا عن رأيه، واسمه عبد المسيح. والسيد، ثمالهم وهو صاحب رحلهم ومجتمعهم، واسمه الأيْهَم. وأبو حارثة بن علقمة أحد بني بكر بن وائل، أسقفهم وحبرهم وإمامهم وصاحب مدارسهم. قدموا على رسول الله - ﷺ - المدينة، فدخلوا عليه في مسجده حين صلى العصر عليهم في ثياب الحبرات، وقد حانت صلاتهم، فقاموا يصلون في مسجد رسول الله - ﷺ -، فقال رسول الله - ﷺ -: «دعوهم». فصلوا إلى المشرق قال: فكلم منهم رسول الله - ﷺ - أبو حارثة، والعاقب، والأيهم، وهو من النصرانية على دين الملك، مع اختلاف أمرهم يقولون: المسيح هو: الله، ويقولون: هو: ولد الله، ويقولون: هو: ثالث ثلاثة، إلى أن قال: فأنزل الله في ذلك من قولهم واختلاف أمرهم صدر سورة آل عمران إلى بضع وثمانين آية.