وقوله تعالى: ﴿وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلا مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ﴾. قال أبو العالية: يقول بغيًا على الدنيا وطلب ملكها وسلطانها، فقتل بعضهم بعضًا على الدنيا من بعد ما كانوا علماء الناس.
وقال مجاهد في قول الله عز وجل: ﴿وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللهِ فَإِنَّ اللهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾ قال: إحصاؤه عليهم. وقال ابن كثير: أي: فإن الله سيجازيك على ذلك، ويحاسبه على تكذيبه، ويعاقبه على مخالفته كتابه.
وقوله تعالى: ﴿فَإنْ حَآجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ﴾ يقول تعالى: فإن جادلوك في الدين فقل: ﴿أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلّهِ﴾ أي: أخلصت عبادتي لله وحده لا شريك له، ومن اتبعني على ديني، يقول كمقالتي. قال البغوي: ﴿فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلّهِ﴾، أي: انقدت لله وحده بقلبي ولساني وجميع جوارحي؛ وإنما خص الوجه لأنه أكرم الجوارح للإِنسان وفيه بهاؤه، فإذا خضع وجهه للشيء، فقد خضع له جميع جوارحه.
وقوله تعالى: ﴿وَقُل لِّلَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَاللهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ﴾. قال ابن إسحاق عن محمد بن جعفر: الأميون الذين لا كتاب لهم. وقال البغوي: ﴿وَقُل لِّلَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ﴾، أي: العرب، ﴿أَأَسْلَمْتُمْ﴾ لفظة استفهام ومعناه أمر، أي: أسلموا، كما قال: ﴿فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ﴾، أي: انتهوا. ﴿فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَواْ﴾ فقرأ رسول الله
- ﷺ - هذه الآية فقال أهل الكتاب: أسلمنا، فقال لليهود: «أتشهدون أن عزيرًا عبده ورسوله» ؟. فقالوا: معاذ الله أن يكون عزير - عليه السلام - عبدًا.