﴿وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ﴾، وهذا يعم جميع الأنبياء جملة، ﴿لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ﴾، يعني: بل نؤمن بجميعهم. ﴿وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ﴾، فالمؤمنون من هذه الأمة يؤمنون بكل نبي أرسل، وبكل كتاب أنزل، لا يكفرون بشيء من ذلك، بل هم يصدقون بما أنزل من عند الله، وبكل نبي بعثه الله.
وقوله تعالى: ﴿وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾.
قال ابن جرير: يعني بذلك جل ثناؤه: ومن يطلب دينًا غير دين الإسلام ليدين به، فلن يقبل الله منه، وهو في الآخرة من الخاسرين.
وروى الإمام أحمد عن الحسن قال: حدثنا أبو هريرة إذ ذاك ونحن بالمدينة قال: قال رسول الله - ﷺ -: «تجيء الأعمال يوم القيامة فتجيء الصلاة فتقول: يا رب أنا الصلاة، فيقول: إنك على خير. وتجيء الصدقة فتقول: يا رب أنا الصدقة، فيقول: إنك على خير. ثم يجيء الصيام فيقول: يا رب أنا الصيام، فيقول: إنك على خير. ثم تجيء الأعمال، كل ذلك يقول الله: إنك على خير. ثم يجيء الإِسلام فيقول: يا رب أنت السلام، وأنا الإِسلام، فيقول الله تعالى: إنك على خير، بك اليوم آخذ وبك أعطي». قال الله في كتابه: ﴿وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾.
قوله عز وجل: {كَيْفَ يَهْدِي اللهُ قَوْماً كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُواْ أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (٨٦) أُوْلَئِكَ جَزَآؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللهِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (٨٧) خَالِدِينَ فِيهَا لاَ