الإسلام، ومنحوا فيه، قالت أحبار يهود، أهل الكفر منهم:
ما آمن بمحمد ولا تبعه إلا شرارنا، ولو كانوا من خيارنا ما تركوا دين آبائهم وذهبوا إلى غير. فأنزل الله عز وجل في ذلك من قولهم: ﴿لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللهِ﴾ إلى قوله:... ﴿وَأُوْلَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ﴾، وقال قتادة: قوله: ﴿أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ﴾ يقول: قائمة على كتاب الله وفرائضه وحدوده.
وقوله تعالى: ﴿يَتْلُونَ آيَاتِ اللهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ﴾، أي: يصلون. قال قتادة: يتلون آيات الله آناء الليل، أي: ساعات الليل، ﴿يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ وَمَا يَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلَن يُكْفَرُوْهُ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ﴾، قال ابن كثير: ﴿وَمَا يَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلَن يُكْفَرُوْهُ﴾، أي: لا يضيع عند الله بل يجزيهم به أوفر الجزاء،... ﴿وَاللهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ﴾، أي: لا يخفى عليه عمل عامل، ولا يضيع لديه أجر من أحسن عملاً.
قوله عز وجل: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُم مِّنَ اللهِ شَيْئاً وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (١١٦) مَثَلُ مَا يُنفِقُونَ فِي هِذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللهُ وَلَكِنْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (١١٧) ﴾.
قال البغوي: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُم مِّنَ اللهِ شَيْئاً﴾، أي: لا تنفع أموالهم بالفدية، ولا أولادهم بالنصرة من الله شيئًا، أي: من عذاب الله.
وقال مجاهد في قوله عز وجل: ﴿مَثَلُ مَا يُنفِقُونَ فِي هِذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾،