وفي الحديث الآخر: «يا أيها الناس، من بعثناه على عمل ففعل شيئًا، جاء يوم القيامة على عنقه يحمله».
وقوله تعالى: ﴿ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ﴾، قال ابن إسحاق: ثم يجزى بكسبه غير مظلوم ولا معتدى عليه.
وقوله تعالى: ﴿أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللهِ كَمَن بَاء بِسَخْطٍ مِّنَ اللهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ﴾، قال الضحاك: وقوله: ﴿أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللهِ﴾ قال: من لم يغل كمن باء بسخط من الله؟ كمن غل؟ وقال ابن إسحاق: يقول: أفمن كان على طاعتي فثوابه الجنة ورضوان من ربه، كمن باء بسخط من الله، فاستوجب غضبه، وكان مأواه جهنم وبئس المصير؟ أسَوَاءٌ المَثَلان؟ أي: فاعرفوا.
وقوله تعالى: ﴿هُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ اللهِ واللهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ﴾، قال ابن عباس: ﴿هُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ اللهِ﴾، يقول: بأعمالهم. ﴿واللهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ﴾، قال ابن إسحاق: يقول: إن الله لا يخفى عليه أهل طاعته من أهل معصيته.
وقوله تعالى: ﴿لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ
مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ﴾
، قال ابن إسحاق: أي: لقد من الله عليكم يا أهل الإيمان، إذ بعث فيكم رسولاً من أنفسكم، يتلو عليكم آياته ويزكيكم، فما أخذتم وفيما عملتم، ﴿وَيُعَلِّمُكُمُ﴾ الخير والشر: الخير لتعرفوا فتعملوا به، والشر فتتقوه، ويخبركم برضاه عنكم إذ أطعتموه لتستكثروا من طاعته، وتجتنبوا ما سخط منكم من معصيته، فتخلصوا بذلك من نقمته، وتدركوا بذلك ثوابه من جنته. وإن كنتم من قبل لفي ضلال مبين، أي: في عمى من الجاهلية لا تعرفون حسنة، ولا


الصفحة التالية
Icon