مِّن عِندِ اللهِ وَاللهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ}، عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: لقد سمعت رسول الله - ﷺ - يقول: «إن أول ثلة تدخل الجنة لفقراء المهاجرون الذين تُتَّقى بهم المكاره، إذا أُمروا سمعوا وأطاعوا، وإن كانت لرجل منهم حاجة إلى السلطان لم تقض حتى يموت وهي في صدره، وإن الله يدعو يوم القيامة الجنة فتأتي بزخرفها وزينتها فيقول: أي: عبادي الذين قتلوا في سبيلي، وأوذوا في سبيلي، وجاهدوا في سبيلي؟ ادخلوا الجنة، فيدخلونها بغير عذاب ولا حساب». رواه ابن جرير.
قوله عز وجل: ﴿لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي الْبِلاَدِ (١٩٦) مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (١٩٧) لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْاْ رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلاً مِّنْ عِندِ اللهِ وَمَا عِندَ اللهِ خَيْرٌ لِّلأَبْرَارِ (١٩٨) ﴾.
قال ابن جرير في قوله تعالى: ﴿لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي الْبِلاَدِ﴾ فنهى الله تعالى ذكره نبيه - ﷺ - عن الاغترار بضربهم في البلاد، وإمهال الله إياهم مع شركهم وجحودهم نعمه وعبادتهم غيره. وخرج
الخطاب بذلك للنبي - ﷺ -، والمعنيّ به غيره من أتباعه. وقال قتادة: والله ما غروا نبي الله، ولا وكل إليهم شيئًا من أمر الله حتى قبضه الله على ذلك.
وقوله تعالى: ﴿لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْاْ رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلاً مِّنْ عِندِ اللهِ وَمَا عِندَ اللهِ خَيْرٌ لِّلأَبْرَارِ﴾. قال ابن زيد: لمن يطيع الله. وقال عبد الله بن عمرو بن العاص: إنما سماهم الله الأبرار؛ لأنهم بروا الآباء والأبناء.