وقال عدي بن زيد العبادي في أبياته المشهورة:

من رأيت المنون خلّد أم من ذا عليه من أن يضام خفير
أين كسرى كسرى الملوك أنوشر وإن أم أين قلبه سابور
وأخو الحضر إذ بناه وإذ دجلته تجبى إليه والخابور
شاده مرمرًا وجلله كلسًا فلِلطّير في ذُراه وُكور
لم يُهِبه ريبُ المنون فباد المُلك عنه فبابه مهجور
وقال آخر:
أرى الموت لا يبقي عزيزًا ولم يدع لعاد ملاذًا في البلاد ومربعًا
يبيت أهل الحصن والحصن مغلق ويأتي الجبال في شماريخها معًا
وقوله تعالى: ﴿وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُواْ هَذِهِ مِنْ عِندِ اللهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُواْ هَذِهِ مِنْ عِندِكَ قُلْ كُلًّ مِّنْ عِندِ اللهِ فَمَا لِهَؤُلاء الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً﴾.
قال البغوي: نزلت في اليهود، والمنافقين، وذلك أنهم قالوا لما قدم رسول الله - ﷺ - المدينة: ما زلنا نعرف النقص في ثمارنا ومزارعنا منذ قدم علينا هذا الرجل وأصحابه. وقال ابن زيد في قوله: ﴿وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُواْ هَذِهِ مِنْ عِندِ اللهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُواْ هَذِهِ مِنْ عِندِكَ﴾، فقرأ حتى بلغ: ﴿وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً﴾، قال: إن هذه الآيات نزلت في شأن الحرب فقرأ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ فَانفِرُواْ ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُواْ جَمِيعاً﴾، فقرأ حتى بلغ: ﴿وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُواْ هَذِهِ مِنْ﴾ عند محمد عليه السلام، أساء التدبير وأساء النظر، ما أحسن التدبير ولا النظر. ﴿قُلْ كُلًّ مِّنْ عِندِ اللهِ﴾، النصر، والهزيمة. وقال ابن عباس: ﴿قُلْ كُلًّ مِّنْ عِندِ اللهِ فَمَا لِهَؤُلاء الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً﴾،


الصفحة التالية
Icon