عن مجاهد في قوله: ﴿مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا﴾ قال: شفاعة بعض الناس لبعض. قال الحسن: ﴿مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً﴾ كتب له أجره ما جرت منفعتها. وقال قتادة: ﴿مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا﴾، أي: حفظ منها، ﴿وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا﴾ والكفل: هو الإِثم. وقال ابن عباس: الشفاعة الحسنة هي: الإِصلاح بين الناس، والشفاعة السيئة هي: المشي بالنميمة. وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: كان النبي - ﷺ - إذا جاءه رجل يسأل، أو طالب حاجة، أقبل علينا بوجهه فقال: «اشفعوا تؤجروا، ويقضي الله على لسان رسوله ما شاء». رواه البغوي وغيره.
وقوله تعالى: ﴿وَكَانَ اللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتاً﴾، قال مجاهد: شهيدًا: حسيبًا حفيظًا. وقال ابن عباس: المقيت: القدير.
وقوله تعالى: ﴿وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً﴾. قال السدي: إذا سلم عليك أحد فقل أنت: وعليك السلام ورحمة الله، أو تقطع إلى: السلام عليك كما قال لك. وقال قتادة: ﴿فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا﴾ للمسلمين، ﴿أَوْ رُدُّوهَا﴾ على أهل الكتاب.
وقال ابن كثير: قوله: ﴿وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا﴾، أي: إذا سلم عليكم المسلم فردوا عليه أفضل مما سلم، أو ردوا عليه بمثل ما سلم، فالزيادة مندوبة، والمماثلة مفروضة. وقال الحسن: السلام تطوع، والرد فريضة.