جبر، فإنه كان آية في التفسير، كما قال محمد ابن إسحاق: حدثنا أبان بن صالح عن مجاهد قال: عرضت المصحف على ابن عباس ثلاث عرضات من فاتحته إلى خاتمته، أوقفه عند كل آية منه، وأسأله عنها).
وقال ابن جرير: أنبأنا أبو كريب: أنبأنا طلق بن غنام، عن عثمان المكي، عن ابن مليكة، قال: رأيت مجاهدًا سأل ابن عباس عن تفسير القرآن ومعه الواحة. قال: فيقول له ابن عباس: أكتب. حتى سأله عن التفسير كله. ولهذا كان سفيان الثوري يقول: إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به. وكسعيد بن جبير، وعكرمة مولى ابن عباس، وعطاء بن أبي رباح، والحسن البصري، ومسروق بن الأجدع، وسعيد ابن المسيب، وأبي العالية، والربيع بن أنس، وقتادة، والضحاك بن مزاحم، وغيرهم من التابعين، وتابعيهم، ومن بعدهم فتذكر أقوالهم في الآية، فيقع في عباراتهم تباين في الألفاظ يحسبها من لا علم عنده اختلافًا فيحكيها أقوالاً، وليس كذلك. فإن منهم من يعبّر عن الشيء بلازمه أو بنظيره، ومنهم من ينص على الشيء بعينه، والكل بمعنى واحد في أكثر الأماكن، فليتفطن اللبيب لذلك، والله الهادي). انتهى.
وقال ابن عباس: التفسير على أربعة أوجه: تفسير لا يعذر أحد بجهالته، وتفسير تعرفه العرب من كلامها، وتفسير لا يعلمه إلاّ العلماء، وتفسير لا يعلمه إلاّ الله، من ادعى علمه فهو كاذب.
تنبيه: لم أبيّن التفسير في بعض المواضع؛ لأنه يظهر للعالم من سياق الآيات وكلام العرب الموجودين، خصوصًا من نشأ في بلادهم، وتجول
فيها، فإنه يكاد يفسر القرآن ولو لم يسمع الآثار ﴿يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ﴾. وقد كنت في صغري أهاب سؤال العلماء في بعض ما يشكل عليّ من القرآن، فأسمع الكلمة