وقال البغوي: قوله تعالى: ﴿وَلاَ تَهِنُواْ فِي ابْتِغَاء الْقَوْمِ﴾ الآية، سبب نزولها أن أبا سفيان وأصحابه لما رجعوا يوم أحد بعث رسول الله - ﷺ - طائفة في آثارهم، فشكوا ألم الجراحات، فقال الله تعالى: ﴿وَلاَ تَهِنُواْ فِي ابْتِغَاء الْقَوْمِ﴾، أي: لا تضعفوا في طلب القوم أبي سفيان وأصحابه ﴿إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ﴾ تتوجعون من الجراح، ﴿فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ﴾، أي: يتوجعون يعني: الكفار، ﴿كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللهِ مَا لاَ يَرْجُونَ﴾، أي: وأنتم مع ذلك تأملون من الأجر والثواب في الآخرة، والنصر في الدنيا ما لا يرجون.
﴿وَكَانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً﴾.
قال ابن كثير: أي: هو أعلم وأحكم فيما يقدره ويقضيه وينفذه ويمضيه، من أحكامه الكونية والشرعية، وهو المحمود على كل حال. والله أعلم.
* * *