لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً}، وهم يقاتلوننا فيظهرون ويقتلون؟ قال له علي: أُدْنُه، أدنه. ثم قال: ﴿فَاللهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَن يَجْعَلَ اللهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً﴾ يوم القيامة، قال السدي: حجة.
قوله عز وجل: ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللهَ إِلا قَلِيلاً (١٤٢) مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَؤُلاء وَلاَ إِلَى هَؤُلاء وَمَن يُضْلِلِ اللهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً (١٤٣) ﴾.
عن السدي: ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ﴾، قال: يعطيهم يوم القيامة نورًا يمشون به على المسلمين كما كانوا معهم في الدنيا، ثم يسلبهم ذلك النور فيطفيه، فيقومون في ظلمتهم، ويضرب بينهم السور.
وقوله تعالى: ﴿وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى﴾، قال قتادة: وإنه والله لولا الناس ما صلّى المنافق، ولا يصلي إلا رياء.
وقوله تعالى: ﴿وَلاَ يَذْكُرُونَ اللهَ إِلا قَلِيلاً﴾. قال الحسن: إنما قَلّ لأنه كان لغير الله. وفي الصحيحين أن رسول الله - ﷺ - قال: «أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوًا، ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام، ثم آمر رجلاً فيصلي بالناس، ثم أنطلق معي برجال ومعهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة، فأحرق عليهم بيوتهم بالنار».
وفي رواية: «والذي نفسي بيده، لو يعلم أحدهم أنه يجد عرقًا سمينًا أو مرماتين جنتين لشهد العشاء، ولولا ما في البيوت من النساء والذرية، لحرقت عليهم بيوتهم بالنار». وعن أنس بن مالك أن رسول الله - ﷺ - قال: «تلك صلاة