إلى أن قال:
فلم يبقى للراجي سلامة دينه | سوى عزلة فيها الجليس كتاب |
كتاب حوى كل العلوم وكل ما | حواه من العلم الشريف صواب |
فإن رمت تاريخًا رأيت عجائبًا | ترى آدمًا إذ كان وهو تراب |
ولاقيت هابيلاً قتيل شقيقه | يواريه لما أن أراه غراب |
وتنظر نوحًا وهو في الفلك إذ طغى | على الأرض من ماء السحاب عباب |
وإن شئت كل الأنبياء وقومهم | وما قال كل منهم وأجابوا |
ترى كل من تهوى من القوم مؤمن | وأكثرهم قد كذبوه وخابوا |
وجنات عدن حورها ونعيمها | وناد بها للمسرفين عذاب |
فتلك لأصحاب التقى ثم هذه | لكل شقي قد حواه عقاب |
وإن ترد الوعظ الذي إن عقلته | فإن دموع العين عنه جواب |
تجده وما تهواه من كل مشرب | فللروح منه مطعم وشراب |
وإن رمت إبراز الأدلة في الذي | تريد فما تدعو إليه تجاب |
تدل على التوحيد فيه قواطع | بها قطعت للملحدين رقاب |
وفيه الدوا مكن كل داء فثق به | فوالله ما عنه ينوب كتاب |
وما مطلب إلا وفيه دليله | وليس عليه للذكي حجاب |
أطيلوا على السبع الطوال وقوفكم | تدر عليكم بالعلوم سحاب |
وكم من ألوف في المئين فكن بها | ألوفًا تجد ما ضاق عنه حساب |
وفي طي أثناء المثاني نفائس | يطيب بها نشر ويفتح باب |
وكم من فصول في الفصل قد حوت | أصولاً إليها للذكي إياب |