جرير: (فاستوثقت له الأمة بالطاعة فتركت القراءة بالأحرف الستة، فلا سبيل لأحد اليوم إلى القراءة بها لدثورها وتتابع المسلمين على رفض القراءة بها من غير جحود صحتها. فأما اختلاف القراءة في رفع حرف وجره، ونصبه وتسكين حرف وتحريكه، ونقل حرف إلى آخر مع اتفاق الصور فبمعزل من معنى قول النبي - ﷺ -: «أمرت أن أقرأ القرآن على سبعة أحرف».). انتهى ملخصًا.
وقال بعض المفسرين: ذكر الحروف التي كتب بعضها على خلاف بعض في المصحف وهي في الأصل واحدة: فأول ﴿بِسْمِ اللهِ﴾ كتب بحذف الألف التي قبل السين، وكتب ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ﴾، و ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى﴾، و ﴿بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ﴾ بالألف. والأصل في ذلك كله واحد، وهو أن يكتب الألف، وإنما حذفت من ﴿بِسْمِ... اللهِ﴾ فقط لأنها ألف وصل ساقطة من اللفظ كثيرًا. قد كثر استعمال الناس إياها فأمنوا أن يجهل القارئ معناها. وكتب ﴿فِيمَا﴾ موصولاً في كل القرآن إلا في البقرة: ﴿فِي مَا فَعَلْنَ﴾، وفيها: ﴿فِي مَا فَعَلْنَ فِيَ أَنفُسِهِنَّ مِن مَّعْرُوفٍ﴾، وفي الأنعام: ﴿فِي مَا أُوْحِيَ إِلَيَّ... مُحَرَّماً﴾، وفيها: ﴿لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم﴾، وفي الأنفال: ﴿فِيمَا أَخَذْتُمْ﴾ وفي الأنعام: ﴿فِي مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ﴾، وفي النور: ﴿فِي مَا أَفَضْتُمْ﴾، وفي الشعراء: ﴿فِي مَا هَاهُنَا﴾، وفي الروم: ﴿فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ﴾، وفي الزمر: ﴿فِي مَا هُمْ فِيهِ﴾ وفيها: ﴿فِي مَا كَانُوا فِيهِ
يَخْتَلِفُونَ﴾، وفي الواقعة: ﴿فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾، فذلكن اثنا عشر حرفًا وما سوى ذلك موصول).
إلى أن قال: (وكتب ﴿لِكَيْ لاَ﴾ مقطوعة في كل القرآن إلا في ثلاث مواضع: في الحج ﴿لِكَيْلَا يَعْلَمَ﴾ وفي الأحزاب: ﴿ِلكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ﴾، وفي الحديد: ﴿لِكَيْلَا تَأْسَوْا﴾، وكتب في هود:... ﴿فَإلمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ﴾، موصولاً مدغمًا، وفي القصص: ﴿فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ﴾ مقطوعًا. وكتب ﴿كُلَّمَا﴾ موصولاً. إلا خمسة مواضع، وكتبت ﴿الرَّحْمَةَ﴾ بالهاء، إلا سبعة مواضع، و ﴿النَّعْمَةِ﴾ بالهاء إلا أحد