وقوله تعالى: ﴿وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ﴾، أي: يديمونها ويحافظون عليها في مواقيتها، بحدودها وأركانها وهيآتها، والمراد بها الصلوات الخمس.
قال ابن عباس: إقامة الصلاة إتمام الركوع والسجود، والتلاوة والخشوع والإِقبال عليه فيها.
وقوله تعالى: ﴿وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ﴾، أي: في جميع ما يلزمهم من الزكاة وغيرها. قال قتادة: هذه الأموال عَوَارٍ وودائع عندك يا ابن آدم، يوشك أن تفارقها.
وقوله تعالى: ﴿والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ﴾، قال ابن عباس: ﴿والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ﴾، أي: يصدقون بما جئت به من الله، وما جاء به من قبلك من المرسلين، لا يفرقون بينهم ولا يجحدون ما جاءوهم به من ربهم ﴿وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ﴾، أي: بالبعث والقيامة، والجنة والنار، والحساب والميزان. قال البغوي: قوله: ﴿وَبِالآخِرَةِ﴾، أي: بالدار الآخرة. سميت الدنيا دنيا لدنوّها من الآخرة، وسميت الآخرة آخرة لتأخرها وكونها بعد الدنيا ﴿هُمْ يُوقِنُونَ﴾، أي: يستيقنون أنها كائنة.
وقوله تعالى: ﴿أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾. يقول الله تعالى: ﴿أُوْلَئِكَ﴾، أي: المتصفون بالإِيمان وإقام الصلاة والإِنفاق مما أعطاهم الله ﴿عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ﴾، أي: على نور وبيان وبصيرة ﴿وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾، أي: الناجون الفائزون، فازوا بالجنة ونجوا من النار.
قوله عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ


الصفحة التالية
Icon