وقوله تعالى: ﴿أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللهِ آلِهَةً أُخْرَى قُل لاَّ أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ﴾، هذه الآية كقوله في الآية الأخرى: ﴿فَإِن شَهِدُواْ فَلاَ تَشْهَدْ مَعَهُمْ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَهُم بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ﴾.
وقوله تعالى: ﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمُ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ﴾، عن قتادة: قوله: ﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمُ﴾ يعرفون أن الإِسلام دين الله، وأن محمدًا رسول الله يجدونه مكتوبًا عندهم في التوراة والإِنجيل.
قال ابن جرير: وقوله: ﴿الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ﴾ مِنْ نَعْتِ ﴿الَّذِينَ﴾ الأولى. انتهى.
وقوله تعالى: ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ﴾، أي: المفترون، والمكذبون.
قال ابن كثير: ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ﴾ أي: لا أظلم ممن تَقَوَّل على الله، فادّعى أن الله أرسله ولم يكن أرسله، ثم لا أظلم ممن كذب بآيات الله، وحِجَجِه، وبراهينه، ودلالاته، ﴿إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ﴾، أي: لا يفلح هذا ولا هذا، لا المفتري ولا المكذب.
* * *


الصفحة التالية
Icon